سفارة فنزويلا تحتفل بالذكرى الـ 214 لإعلان الاستقلال في القاهرة



احتفلت سفارة فنزويلا بالقاهرة، اليوم الأحد، بالذكرى الـ 214 لإعلان الاستقلال والذكرى الـ 22 لعودة القائد هوجو تشافيز إلى السلطة عقب فشل الانقلاب.

وفى هذه المناسبة ألقى سفير فنزويلا بالقاهرة ويلمر بارينتوس، كلمة جاء فيها:

مع إعلان الاستقلال الذى انطلق فى كاراكاس فى 19 أبريل 1810، بدأت الحركة الثورية التى شكلت العملية التاريخية للانفصال النهائى فى غالبية مدن أمريكا اللاتينية التى كانت مستعمرات للتاج الإسبانى آنذاك.

أدت هذه الخطوة الرسمية الأولى فى فنزويلا للإعلان إنها دولة حرة وذات سيادة من شأنها أن تؤدى إلى ظهور جمهورية جديدة فى محفل الأمم فى 5 يوليو 1811، عندما تم إعلان استقلال فنزويلا بشكل كامل رسميًا للعالم.

شكلت ثورة 19 أبريل 1810 بداية عملية طويلة قادتها عبقرية المحرر سيمون بوليفار، والتى استمرت عقدين من الحروب الدموية، وذلك فقط عقب الهزائم فى معارك بوياكا (1819) وكارابوبو (1821)، وبيتشينشا (1822)، وجونين (1824) وأياكوتشو (1824)، قررت إسبانيا الإمبراطورية الانسحاب نهائيا من القارة الأمريكية.

كان يوم 19 أبريل 1810 نقطة هامة فى تاريخ فنزويلا وأمريكا اللاتينية، حيث كان نتاجا لأحداث متعددة سبقت الفعل التاريخى لإعلان الاستقلال.

حيث وصلت حركة الاستقلال إلى ذروتها وكانت نتيجة قرون من المقاومة التى خاضتها الشعوب الأصلية فى أمريكا ضد الغزو والاستعمار الأوروبى.

كما غذتها انتفاضات إخواننا من أصل أفريقى ضد الهمجية التى كان يمثلها نظام العبودية اللاإنسانى، وكذلك الحركات السابقة للقوى الوطنية التى أرادت بإصرار وضع حد لعلاقة التبعية الاستعمارية وإقامة هويتها الخاصة لتنتهى بذلك 300 عام من الخضوع والقمع.

تأثرت الحركة الثورية فى 19 أبريل 1810، والتى اتخذت من كاراكاس مركزًا للصرخة من أجل الحرية والاستقلال فى أمريكا اللاتينية، بـ “عصر التنوير” مع التحولات الفكرية التى عززتها أفكار التنوير والموسوعية التى أدت إلى اندلاع ثورة عالمية كبيرة، كما كان الحال مع الثورة الفرنسية عام 1789 والثورة الهايتية التى سمحت بتأسيس أول جمهورية مستقلة فى قارتنا الأمريكية فى الأول من يناير عام 1804.

فى اللحظة التاريخية الحالية، وفى خضم التهديدات والحصار الناجم عن التدابير القسرية أحادية الجانب التى فرضتها الولايات المتحدة بشكل غير قانونى، والتى تعد قوة إمبريالية فاسدة، بعد 211 عاما من الاستقلال الكامل الذى لا رجعة فيه، تؤكد جمهورية فنزويلا البوليفارية للعالم على موقفها الراسخ بشأن الدفاع عن السيادة الوطنية المقدسة فى مواجهة أى ظرف، فإذا “رفعت الإمبريالية صوتها، اتبعوا المثال الذى ضربته كاراكاس”.

نحن شعب يعى أنه بالعمل وبذل الجهد نسير نحو مستقبل أفضل، وغد ملئ بالعمل والوحدة والازدهار الاقتصادى، محافظين على شجاعة أبطال استقلالنا فى الدفاع عن سلامنا وسيادتنا، ونضالنا الدؤوب ضد الإمبريالية.

وكدليل على تصميمنا، تذكرنا أيضًا فى الأسبوع الماضى التاريخ المشؤوم يوم 11 أبريل 2002، حيث يصادف مرور 22 عامًا على الانقلاب الفاشى الذى حدد مصير الثورة البوليفارية وعزز التزامنا الكامل الذى لا رجعة فيه بحرية وسيادة الوطن.

وقع الانقلاب الفاشى فى 11 أبريل 2002 ضد الحكومة الشرعية للقائد هوجو تشافيز، والذى تمكن الشعب من خلال وحدته المدنية والعسكرية من إنقاذ ديمقراطيته فى الأيام التالية.

هاجم اليمين الفاشى الفنزويلى، بدعم من حكومة الولايات المتحدة، ديمقراطيتنا، وفى ذلك اليوم، أطلقت شركات الاتصالات والعملاء الإمبرياليون العنان للعنف ضد شعبنا.

ومع ذلك، بعد يومين فقط تأكدت عودة القائد الأعلى هوجو تشافيز إلى السلطة، بعد فشل انقلاب إيدو المدبر، والذى كان انعكاسًا قويًا للوعى الديمقراطى وشجاعة الشعب الفنزويلى النبيل المستمر فى رفض مطامع الإمبريالية.

وفى أبريل 2002، كانت مهمة دعاة الحرب هى الكذب وقتل شعب يتمتع بوعى يقظ، ولكن الشعب حول هذا الغضب إلى عمل، وتحولت عزيمته إلى مشاعر تقدير نحوأولئك النساء والرجال الذين ضحوا بحياتهم حتى لا يتركوا الجمهورية ذات السيادة تموت.

هذا هو شعب بوليفار المجيد فى أبريل 2002، واليوم، بعد مرور 22 عامًا، نستمر بنفس القوة والقناعة والكرامة.

ولهذا السبب، نشيد بالشعب الفنزويلى النبيل والقوات المسلحة الوطنية البوليفارية التى دافعت فى 13 أبريل 2002 عن الديمقراطية، فى اتحاد مدنى عسكرى، وحققت بشكل دستورى سيادة القانون ضد الفاشية.

نحتفل اليوم أيضًا بيوم إنقاذ الكرامة الوطنية والذكرى الخامسة عشرة للميليشيا البوليفارية، لأنه فى ذلك التاريخ المهم، أصبحت المدينة بأكملها بطلة هذه القصة المفعمة بالكرامة والحب العميق للوطن، شعب طالب باحترام الديمقراطية والسيادة.

نزل الملايين من مواطنينا إلى الشوارع لإنقاذ قائدنا تشافيز، وهزموا الانقلاب الفاشى، وأعاد الرجال والنساء العاديون النظام الدستورى بكرامة وشجاعة ووعى.

سيبقى يوم 13 إبريل محفورا فى ذاكرة الجميع باعتباره اليوم الذى هزم فيه الشعب الفنزويلى الانقلاب وأنقذ تشافيز، والديمقراطية والثورة البوليفارية، فى يوم الكرامة الوطنية هذا نحتفل بالنصر الذى لن ينتزع منا مرة أخرى.

لقد كانت بادرة شعبية جعلت الجهات الفاعلة فى انقلاب 2002 تتراجع، مما أحبط مخططات الإمبريالية التى سعت إلى تدمير المشروع البوليفارى.

واليوم، بعد مرور 22 عامًا، نحافظ على السلام ودستورية وطننا، حيث أصبحت الثورة البوليفارية أكثر ثباتًا وانتصارًا من أى وقت مضى، ونواصل المضى قدمًا وصياغة المستقبل المنتصر للشعب الفنزويلى النبيل.

وسيلبى هذا الشعب صاحب الإرادة الشعبية، الدعوة التى وجهها المجلس الوطنى للانتخابات للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقابلة فى 28 يوليو 2024 فى الفترة من 2025-2031، وهى العملية التى تواصل السلطة الانتخابية تنفيذها، على نحو كامل ودون تأخير، مع الالتزام بالجدول الزمنى المخطط له.

وفقًا للجدول الزمنى، تلقى المجلس الوطنى للانتخابات خلال الفترة من 21 – 25 مارس، طلبات المرشحين الذين بلغ عددهم الإجمالي ثلاثة عشر مرشحا، بعضهم مدعوم من أكثر من حزب سياسى، حتى وصل العدد إلى سبعة وثلاثين حزبًا سياسيًا مرشحًا.

كما تمت بشكل طبيعى تماما التحديثات الخاصة بالسجل الانتخابى التى تم إجراؤها فى الفترة من 18 مارس إلى 16 أبريل.

يستمر إجراء العملية الانتخابية الحالية فى سلام وضمانات ديمقراطية كاملة، ومن بينها يبرز بشكل خاص عملية المرافقة والمراقبة العديدة والمتنوعة، على نطاق وطنى ودولى، وهو المعتاد فى الانتخابات التى تجرى فى فنزويلا، والأهم من ذلك، الانتشار الواسع النطاق لعمليات التدقيق فى المراحل المختلفة للعملية الانتخابية، والتى تشارك فيها جميع الأحزاب السياسية المرشحة.

تجرى الحملة الانتخابية فى الفترة من 4 – 25 يوليو، وسنقدم تقريرًا فى الوقت المناسب عن سير العملية الانتخابية التى تم إجراؤها.

وسوف تواصل الحكومة البوليفارية، العمل لضمان حسن سير العملية الانتخابية والدفاع عن السلام والاستقرار والانتعاش الاقتصادى والرفاهية الاجتماعية للأسر الفنزويلية.

نحن ملتزمون تمامًا بهذا الضمان على الرغم من أن المراكز الإمبريالية تسعى إلى التقليل من مشاركة 37 قوة سياسية على المستوى الوطنى، والتى تغطى نطاقا واسعا من الأيديولوجية الموجودة فى البلاد، وسجل 13 طلب ترشيح للرئاسة، بما فى ذلك 12 مرشحًا يصفوا أنفسهم بأنهم معارضة.

وتسعى هذه القوى المهيمنة إلى التشكيك فى صلابة النظام الانتخابى الفنزويلى، والتى تم التحقق منه فى أكثر من ثلاثين عملية انتخابية منذ عام 1998.

ولنتذكر أن الديناميكية الداخلية الخاصة بالمعارضة الفنزويلية هى التى أدت إلى إزاحة القطاعات السياسية المرتكبة لأعمال إرهابية غير دستورية، وأعمال عنيفة وغير ديمقراطية.

امتثلت فنزويلا بالكامل، ليس فقط للمعايير القانونية والدستورية لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة فى 28 يوليو 2024، ولكنها التزمت أيضًا بكل نقطة فى الاتفاقية الموقعة بين الحكومة الشرعية لفنزويلا ومنصة الوحدة المزعومة لقطاع صغير من اليمين الفنزويلى.

إن الولايات المتحدة، من خلال قيامها بتلك الأفعال، لا تلحق الضرر بجمهورية فنزويلا المستقلة التى تعلمت التغلب على اعتداءاتها، بل على العكس من ذلك، فهى تضر بأى محاولة لتطبيع العلاقات الثنائية، وسوق الطاقة الدولى، الذى يتأثر بشدة اليوم بدوافع واشنطن العدوانية، وأهم ما فى الأمر أنها تُلحق الضرر باستثماراتها ومصالحها فى صناعة النفط الفنزويلية.

وتفتخر فنزويلا بنظامها الانتخابى وتحرص على الحفاظ على السلام والنمو الاقتصادى والاستقرار السياسى الوطنى.

وفى مواجهة هذه النية الإمبريالية الجديدة، المتمثلة فى السير على طريق التطرف ضد الديمقراطية الفنزويلية، فإن الكرامة البوليفارية ستجعلهم يفشلون مرارا وتكرارا.

منذ أكثر من 200 عام، ضحى الرجال والنساء بحياتهم من أجل إقامة وطن مستقل، ولهذا السبب، فإن مستقبل فنزويلا وازدهارها وسعادتها يعتمد فقط على الجهود الجماعية لشعبها وحكومتها.

واختتم السفير كلمته قائلًا: إن حكومة فنزويلا البوليفارية تذكر العالم بأسره بأنها عازمة على أن تكون أمة حرة، سواء مع وجود تراخيص أو بدونها، أو مع فرض إجراءات قسرية غير قانونية أو بدونها، فهى مصممة على أن تكون أمة حرة، لا يمكن لأى قوة إيقافها بينما تبنى مستقبلها نحو السلام والازدهار.




المصدر موقع الفجر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى